أصبح وجود ملخصات الذكاء الاصطناعي "AI Overviews" التي تقدمها جوجل في أعلى نتائج البحث، عقبة تواجه العديد من المواقع التي كانت تعتمد على محرك البحث كمصدر رئيسي لحركة الزوار. توضح التقارير أن محاولات بعض مالكي المواقع لحظر جوجل قد تؤدي إلى اختفاء مواقعهم من نتائج البحث، مما يؤدي إلى انخفاض أكبر في حركة المرور، حيث أن نظام توليد الإجابات الذكية يسمى "AI" وروبوت البحث من جوجل مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، مما يجعل من المستحيل التحكم في الوصول إليهما بشكل منفصل.
سيطرة جوجل على سوق البحث، والتي اعتبرت من قبل قاضٍ فيدرالي "احتكارًا غير قانوني"، تمنحها ميزة كبيرة. يجبر هذا الوضع الناشرين على اتخاذ قرار صعب بين إتاحة محتواهم للاستخدام من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي أو الاختفاء من نتائج بحث جوجل، وهو مصدر رئيسي لحركة الزيارة. العديد من الناشرين لا يرغبون في المجازفة بذلك.
تقول جوجل إن ملخصات الذكاء الاصطناعي - التي تظهر في أعلى نتائج البحث - هي نتيجة لالتزامها الطويل الأمد بتقديم معلومات أفضل وتمكين الناشرين. وقد صرح متحدث باسم الشركة بالقول: "تقوم جوجل يوميًا بتوجيه مليارات المستخدمين إلى المواقع عبر الإنترنت، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا التبادل القيمي."
تستخدم جوجل زواحف مختلفة لبعض المنتجات مثل روبوت الدردشة "Gemini"، ولكن "Googlebot" هو الزاحف الرئيسي الذي يشغل كل من ملخصات الذكاء الاصطناعي وبحث جوجل، لأنهما "مرتبطان ارتباطًا وثيقًا". وقد أوضحت جوجل أنه بإمكان الناشرين حظر صفحات أو أجزاء معينة من ظهورها في ملخصات الذكاء الاصطناعي، ولكن من المحتمل أن يؤدي ذلك أيضًا إلى عدم ظهور هذه الصفحات في جميع ميزات البحث الأخرى لجوجل.
علق الرئيس التنفيذي لشركة iFixit، كايل وينس، على العلاقة مع جوجل بقوله إنها "أضعف بكثير" مقارنةً مع غيرها من شركات الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن "من الممكن أن أوقف ClaudeBot عن فهرسة موقعنا دون أن يضر بأعمالنا، لكن إذا قمت بحظر Googlebot، فسوف نفقد حركة المرور والعملاء."
يُقارن جوي رغازو، ناشر موقع Talking Points Memo، الوضع بأنه "أزمة وجودية" لمالكي المواقع. حيث قال: "هناك خياران سيئان. إما أن تترك وتفقد كل شيء على الفور، أو تتعاون معهم وتفقد عملك ببطء لأنهم في النهاية لن يحتاجوا إليك أيضًا".
مع صعود الذكاء الاصطناعي، ظهرت موجة من الشركات الناشئة التي تقدم منتجات بحث تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ورغم أن تزايد شعبية روبوتات الدردشة قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لعمل جوجل، فإن المنافسة مع عملاق البحث تتطلب فهرسة الإنترنت بشكل شامل وهو أمر ليس بالسهل. يتطلب ذلك المال، وقوة الحوسبة، وسعات تخزين كبيرة.
في ظل تلك الظروف، يقيّد العديد من الناشرين زحف مواردهم من قبل الشركات التابعة، حيث يمنحون حرية الحركة الأكبر لمحركات البحث الكبيرة مثل جوجل أو Bing، اللذان يعتبران مصدري حركة المرور الرئيسيين لهم. الشركات الناشئة في مجال البحث لا تستطيع توليد نفس كمية الحركة مثل عمالقة البحث، مما يستدعي منها دفع رسوم للناشرين مقابل ترخيص محتواهم.
يُلاحظ أن رفض جوجل للترخيص يعتبر ملحوظًا، خاصةً في ظل موجة من الصفقات بين شركات الإعلام والشركات الناشئة. وقد وضعت صفقة واحدة فقط بمبلغ 60 مليون دولار مع Reddit نقطة تحول مؤقتة، لكنها أيضًا تظهر انعدام قدرة الناشرين على الضغط على جوجل للقبول بمثل هذه المفاوضات.
في النهاية، يؤكد الخبراء أن التقلبات التي تحدث في ساحة البحث تشير إلى أنه يتعين على الناشرين عدم الاعتماد بشكل مفرط على أي منصة تكنولوجية، بما في ذلك جوجل، وبدلاً من ذلك، ينبغي عليهم بناء علاقات حقيقية مع قرائهم لتعزيز استدامة مؤسساتهم عبر الأجيال.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق