في خضم معركة تجارية شرسة بين واشنطن وبكين، بزغ نجم غير متوقع في سماء التسوق الأميركي: تطبيق صيني اسمه "DHgate". هذا التطبيق، وبشكل مفاجئ، قفز ليصبح من بين أكثر التطبيقات تحميلاً في أميركا، وكأنه بطل قادم من الشرق الأقصى ليقلب موازين التسوق.
القصة بدأت بشرارة غضب أطلقها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بقراره رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسبة جنونية وصلت إلى 145%! هذا القرار أشعل نارًا تحت أقدام المصنعين والموردين الصينيين، الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن استيائهم وكشف أسرار تجارتهم إلا عبر منصة "تيك توك" الساحرة.
وهنا كانت المفاجأة الكبرى! بدأت فيديوهات تجتاح "تيك توك" تكشف المستور عن عالم السلع الفاخرة. صانعون صينيون جريئون كشفوا أن العديد من المنتجات الباهظة الثمن التي يظن المستهلكون أنها تحمل بصمات أوروبية عريقة، هي في الحقيقة صناعة صينية خالصة! هذا الكشف الصادم، كما ورد في تقرير "تك كرانش"، هز أركان عالم الموضة والفخامة.
تأثير هذه الفيديوهات كان فوريًا ومذهلاً على تطبيق "DHgate". فبعد أن كان يحتل المرتبة 352 بين التطبيقات المجانية على متجر App Store الأميركي يوم الجمعة 11 أبريل، قفز التطبيق قفزة نوعية ليحتل المركز الثالث بحلول صباح الاثنين! أرقام التحميل تتحدث عن نفسها: يوم السبت وحده، حمل التطبيق حوالي 35,400 مستخدم، منهم 17,300 من داخل الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 98% عن متوسطه الشهري. لكن الذروة كانت يوم الأحد، حيث سجل التطبيق 117,500 عملية تحميل على أجهزة iOS، منها 65,100 من أميركا، بزيادة خيالية بلغت 940%!
ما هو "DHgate" تحديدًا؟ إنه ببساطة سوق إلكتروني صيني ضخم يربط المستهلكين مباشرة بالمصنعين. تخيلوا كنزًا يضم أكثر من 30 مليون منتج في مجالات لا حصر لها، من الإلكترونيات المتطورة إلى أحدث صيحات الموضة، مرورًا بالمجوهرات اللامعة ومستحضرات التجميل الساحرة.
مستخدمو "تيك توك" قدموا "DHgate" للمستهلك الأميركي على أنه البوابة السرية لكنوز الفخامة بأسعار المصنع، متجاوزين بذلك العلامات التجارية الكبيرة التي لا تفعل شيئًا سوى إضافة اسمها وتغليف المنتج الأصلي ليُباع بأضعاف سعره الحقيقي.
أحد الفيديوهات التي أثارت عاصفة من الجدل زعم أن حقائب اليد الفاخرة التي تُباع بعشرات آلاف الدولارات لا تكلف المصنع سوى حوالي 1400 دولار، وأن كل ما يُضاف إليها هو الشعار والتغليف الأوروبي الأنيق! فيديو آخر كشف أن حقيبة "بيركين" الأسطورية من "هيرميس"، التي يصل سعرها إلى 38 ألف دولار، تُصنع في الصين بتكلفة أقل بكثير من ذلك المبلغ. هذه الحقائق الصادمة دفعت المستهلكين الأميركيين إلى التساؤل بجدية عن حقيقة "الفخامة" التي يدفعون ثمنها.
تأثير هذه الفيديوهات لم يقتصر على أرقام التحميل المذهلة لتطبيق "DHgate"، بل امتد ليُنشئ ثقافة جديدة تمامًا: ثقافة الشراء المباشر من المصنع. ظهرت مجتمعات على منصات أخرى مثل r/DHgate على "ريديت"، حيث يتبادل المستهلكون الأميركيون الخبرات والتقييمات حول جودة المنتجات، مما سهل على الآخرين خوض هذه التجربة الجديدة.
والأمر لم يتوقف عند "DHgate" وحده! تطبيق تسوق صيني آخر، "تاوباو" الشهير، دخل هو الآخر قائمة أفضل عشرة تطبيقات مجانية على متجر "أبل" في الولايات المتحدة، مما يؤكد هذا التحول الكبير في سلوك المستهلك الأميركي.
صحيح أن استخدام "DHgate" لا يعفي المستهلكين من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن، لكن الإقبال المتزايد على التطبيق يعكس رغبة قوية في كسر احتكار العلامات التجارية التقليدية والتوجه نحو خيارات شراء أكثر ذكاءً في زمن الحروب التجارية. وكما علق أحد مستخدمي "تيك توك" بذكاء: "أميركا تدعي أنها تملك كل الأوراق... لكن الصين تصنع الأوراق كلها". يبدو أن المستهلك الأميركي بدأ يكتشف أين تكمن القوة الحقيقية في عالم التجارة.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق